الأربعاء، 25 أبريل 2012

بين الأمنية.... والتمني ( مقـــال ) ..





كم نتخيل أشياء نود أن نحققها وتشغل تفكيرنا وربما نبدأ الخطوات من اجل تحقيقها
 فتصبح حقيقة فهذه هي الأمنية ولكن عندما نتمنى ولا نعمل من اجل تحصيلها ونتوقف في أول الطريق 
فتكون هذه الأمنية تمني حول موضوع الأمنية والتمني كانت لنا هذه الوقفة.

في بداية الأمر نسأل هل لابد لنا من أمنية؟
1-الجواب نعم النفس الطموحة لابد لها من أمنية تود تحقيقها بل والنفس الدنيئة
 لها أيضا أمنية ولكن في سفاسف الأمور
 لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه احمد
 (إذا تمنّى أحدكم فلينظر ما تمنّى فإنّه لا يدري ما كتب له من أمنيّته)
-2والتمني استخدمه الله تعالى في تحدي اليهود
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ; (آية
-3 ولان الأمنية قد تقلب إلى نية وفي الحديث
إنما الدنيا لأربعة نفر، رجلٌ أتاه الله مالاً وعلماً؛ فهو يتقي فيه ربّه ويصل فيه رحمه
 لله فيه حقّاً فهذا بأفضل المنازل، ورجلٌ أتاه الله علماً
ولم يؤته مالاً فهو يقول: لو أنّ لي مثل فلانٍ لعملت بعمله فهو بنيّته وأجرهما سواء
ورجلٌ آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً فهو يخبط في ماله بغير علم؛ 
لا يتقي فيه ربّه ولا يصل فيه رحمه ولا يعرف لله فيه حقّاً فهذا بأخبث المنازل ،
ورجلٌ لم يؤته الله مالاً ولا علماً فهو يقول: لو أنّ لي مثل فلانٍ لعملت بعمله فهو بنيّته فوزرهما سواء
 
4-والأمنية تظهر كوامن النفس وما فيها من علو همه
يقول د.علي الحمادي قل لي ما تتمنى أقول لك من أنت 
ولننظر إلى أمنية الفاروق وهمته العالية حين جلس مع بعض أصحابه 
 قائلا تمنوا فقال أحدهم : أتمني أن يكون عندي ملء هذا الوادي ذهبا فأنفقه في سبيل الله
وقال الأخر: أتمني أن يكون عندي ملء هذا الوادي خيلا أتصدق بها في سبيل الله
فقال عمر رضي الله عنه : وأنا أتمني أن يكون عندي ملء هذه الغرفة رجالا 
كأبي عبيدة ابن الجراح وسالم مولي أبي حذيفة .
سبحان من الهمة فبرجال الأقوياء الأتقياء الانقياء تقوم الأمم والحضارات 
وتكون العزة لأمة الإسلام..

قال جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه
 فقال : يا عبدي ، سلني أعطك . قال : أسألك أن تردني إلى الدنيا ، فأقتل فيك ثانيا ، 
فقال : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون . قال: يالله:فأبلغ من ورائي. فأنزل الله : 


غير أن الأمنية تحتاج إلى عزيمة وقوة تحمل 
جاءالصحابي ربيعة بن كعب الاسمي إلى الرسول بوضوئه فقال :سلني 
فقلت: مرافقتك في الجنة قال اوغير ذلك 
قلت: هو ذاك فقال: فاعني على نفسك بكثرة السجود

ومن ذلك نخرج إلى ثلاث وصايا:
- بادر بالأمنية قبل أن ينقضي العمر وتندم حيث لا ينفع الندم
وعجوز تمنت أن تكون صبية          وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر
فسارت إلى العطار تبغي شبابها         وهل يصلح العطار ما افسد الدهر
- لتكن أمانينا عالية ونسلك الطريق الصحيح في تحقيقا
-لندرب أبنائنا على التمني ونوجه هذه الأمنيات لما فيه الخير والنفع للجميع 
يقول عبدالله بن عباس رضي الله عنه
إن حقائقنا اليوم هي أحلامنا في الأمس وما نتخيله اليوم هو مستقبلنا المشرق
فنحن نحلم بان نرى رجوع العزة والتمكين لأمة الإسلام 
وأن نرى شبابا ذو همة عالية قد بذلوا أنفسهم لتحقيق هذه العزة.

 

كتبته / ندى بنت عبدالله الزيد 
مديرة القسم الابتدائي 







 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق